بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
كثيراً ما يكون سبب اختلافنا مع الناس من حولنا هو خطأ أو عدم استخدام بعض مهارات الحوار, تعد مهارة الحوار من المهارات الهامه في التواصل الفكر والثقافي والاجتماعي والاقتصادي , إن الحوار مهارة تكتسب مهما كبر العمر أو تصلبت الأفكار أو ساءت الظروف.. فقط عندما تحضر الإرادة ونقرر أن نعيد الحوار الجميل إلى بيوتنا سيعود فقط نحتاج معه إلى تدريب وصبر ويصبح شيئا من مهارات الحياة التلقائية.
تعريف الحوار وأنواع
”نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما على الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب.“
أنواع الحوار
1 الحوار والجدال والمناظرة والمناقشة ألفاظ تحمل ذات المعنى.
2 المجادلة: شدة الخصومة، مفهومها العام مذموم ولكن إن كانت مجادلة للوصول إلى حق فهي محمودة.
3 المناظرة: مباحثة ومباراة في النظر واستحضار كل مايراه ببصيرته.
4 المناقشة: نوع من التحاور بين شخصين وتقوم على أساس استقصاء الحساب وتعرية الأخطاء وإحصائها.
فوائد الحوار
الحوار التربوي (على مستوى العائلة والمدرسة والمجتمع) فالحوار الأسري بداية لترسيخ الحوار في المجتمع:
- حيث يزيد المحبة والمودة بين الزوجين ويجعل الأسرة متماسكة
- ويعود الأبناء على الجراءة وإظهار ما في نفوسهم مما يعينهم على حل مشاكلهم
لذلك يقال ” خاطب إبنك بالكلمات لا باللكمات ”
الحوار الاصلاحي : عبدالله ابن عباس والخوارج أثر الحوار في رؤوس الخوارج الناشفة وأرجع منهم ألفان إلى
مذهب أهل السنة والجماعة وكل هذا حدث في أقل من ساعة والوسيلة كانت الحوار.
عون بن عبدالله والخوارج في عهد عمر بن عبدالعزيز تبين ذكاء المحاور في اختيار المثل المناسب للحالة، حيث إختار عدم لعن هامان وليس فرعون
قواعد الحوار
1- تحديد موضوع الحوار والهدف منه يحدد موضوع واحد فقط لأنه إن كثرة النقاط المحاور عليها لن نصل لنتيجه فستكون عبارة عن تنقل من فكرة لإخرى بدون وصول لهدف، (كان الشافعي إذا ناظره إنسان في مسألة فغدا إلى غيرها يقول: نفرغ من هذه المسألة، ثم نصير إلى ما تريد).
2- مناقشة الأصل قبل الفرع فمناقشة موضوع تعدد الزوجات في الإسلام مع غير المسلمين لن يجدي إلا إذا ناقشته في الإسلام (الأصل) أولا ومن ثم التعدد (الفرع).
3- الاتفاق على أصل يرجع إليه (القرآن، السنة، أو إلى ما كان عليه السلف الصالح)
4- اختيار المكان والزمان والإنسان المناسب
صفات المحاور
جودة الإلقاء، وحسن العرض، وسلاسة العبارة
حسن التصوير
ترتيب الأفكار
العلم
الفهم مع العلم
الإخلاص
التواضع
جودة الإلقاء، وحسن العرض، وسلاسة العبارة , فقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحدث حديثا لو شاء العاد أن يحصيه لأحصاه، لم يكن يسرد الحديث كسردكم
حسن التصوير
ترتيب الأفكار
العلم : قد تخذل الحق بضعف علمك، أو تقتنع بالباطل لجهلك بالحق
آفات الحوار
1- رفع الصوت: كما يقال من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب، لذا لا تتشنج وتبسم
2- تهويل مقالة الطرف الآخر ضعف في الشخصية
3- الاعتداء في وصف الآخر لا تقل شيء إلا بدليل، فلا تتهم النية، مثلا
4- أخذ زمام الحديث بالقوة يقول دايل كارنجي في "كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء" : إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك، ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك وتتركهم، فإليك الوصفة (لا تعط أحدا فرصة للحديث، تكلم بدون انقطاع، وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث، فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكيا مثلك، فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟ اقتحم عليه الحديث، واعترض في منتصف كلامه، واطرح ما لديك).
آداب الحوار الصحيح
1- الهدف الوصول للحق وليس الانتصار للنفس يقول الشافعي، رحمه الله: (ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان، ويكون عليه رعاية الله وحفظه، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال إن بين الله الحق على لساني أو لسانه)
2- البدء بمواضع الاتفاق والإجماع والمسلمات.
تحاشا كلمة " لا " من محاورك، فبعدها يكون الرجوع صعبا
3- التواضع بالقول والفعل قال النبي، صلى الله عليه وسلم، (الكبر بطر الحق وغمط الناس) الإنكار - الاحتقار
4- الإصغاء وحسن الاستماع
(تذكر لك لسان واحد وأذنين، لماذا) فإن طرت عليك فكرة أثناء الحديث فسجلها في ورقة لكي تتكلم فيها لاحقا، وأفضل مثال يذكر هنا محاورة عتبة بن ربيعة للنبي، صلى الله عليه وسلم، فقد أصغى له الرسول، صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى وفرغ من كلامه عندها قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، (أوقد فرغت يا أبا الوليد؟) قال نعم. فتكلم النبي، صلوات الله وسلامه عليه، بشيء من القرآن.
5- ترك التعصب لغير الحق.
6- إذا تهجم المحاور عليك أو على الجهة التي تنتمي إليها قم بالتالي:
- استمع إليه حتى ينتهي
- اعترف بصوابه، فالحق ضالة المؤمن
- إذا انتهى فانقد الخطأ بطريقة علمية، بعيدة عن العواطف
7- احترام الطرف الآخر قال النبي، صلى الله عليه وسلم، ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء
8- الموضوعية، وهي أن تكون عادلا غير متحيز، وأيضا رعاية الموضوع وعدم الخروج من صلبه، فمن الموضوعية التالي:
- تحديد الموضوع ويقتضي ألا تخرج من نقطة حتى تنتهي منها
- مناقشة الموضوع وليس الشخص وشخصيته
- عدم إدخال موضوع في آخر
- عدم استخدام الأيمان المغلظة
9- تجنب الكذب في النقاش
10- تجنب بتر النصوص
11- قولك " لا أدري ”
12- التوثيق العلمي
ملخصا لكم من عرض للدكتور عبدالرحمن الداوود